الحضري سيرحل إلي «سيون» السويسري

الحضري سيرحل إلي «سيون» السويسري فقد اتخذ قراره بالعقل وليس بالعاطقة.. بعد أن تيقن فرصته الحالية لن يجدها مرة أخري في اللعب محترفاً خارج مصر، والحضري وغيره يعرفون أن انفعالات جماهير الكرة وقتية، فهي تحزن عندما يتلقي مرمي فريقها هدفاً وتفرح حينما يسجل فريقها هدفاً.. وجماهير الأهلي تتعامل معه الآن وكأن مرماه قد استقبل ستة أهداف ولذلك فهو لا يقوي علي مواجهتهم خارج الملعب،

ولكنه يريد الملعب الآن وحراسة مرماه أكثر من أي وقت مضي، ليخرج أحسن ما عنده وكأنه يريد أن يلعب «مباراة عمره أمام الأرجنتين حتي يقول لجماهيره «لا تظلموني»،

فأنا أريد فرصة لأشرفكم جميعاً، فلماذا لا يلعب الحضري مباراة الأرجنتين، وأعتقد أن حرمانه من تمثيل بلاده أمام الأرجنتين لن يحل المشكلة الأساسية، وهي من يتلاعب بلوائح «الفيفا» اللاعب أم النادي؟

* اتهمنا الحضري بعدم احترام تعاقده مع ناديه ولم يسأل أحد مسؤولي الأهلي عن الأسباب التي دفعت أحد اللاعبين للاتهام في قضية اخلاقية حينما ضبط متلبساً برشوة أحد موظفي الحكومة، انتظاراً لحكم القضاء.. فلماذا لا ننتظر قرار «الفيفا» كما ننتظر قرار المحكمة المصرية في قضية الرشوة؟

* حسن شحاتة نحج لأنه عرف كيف يتعامل مع لاعبي المنتخب، فحقق مالم يحققه أحد، وهو كنجم سابق داخل الملعب يعرف جيداً أن مسؤوليته أمام لاعبيه هي الوقوف بجوار أي منهم حينما تطرأ أي مشكلة فهو يزداد إلتصاقاً بلاعبيه ويزدادون حباً له حينما يجلسون معاً ويتعاهدون علي الوقوف كرجل واحد ولذلك كان التفاهم أحد أهم أسباب نجاح الفريق في بطولتي كأس الأمم الأفريقية في مصر وغانا،

ومن المؤكد أن نجوم المنتخب المصري يتفهمون تماماً موقف زميلهم الحضري، لأن معظمهم يلعب محترفاً خارج مصر، وهم لن يرضوا بأي إساءة إلي زميلهم، فاللاعب مازال في نظرهم يريد تحقيق بعض طموحاته الشرعية في مسيرته الكروية، وهو لم يرتكب فعلاً فاضحاً حتي «ننبذه» ولا أعتقد أن شحاتة سيخذل لاعبيه.

* أتصور أن «تخويف» الحضري وكأنه أحد الخارجين علي القانون سيكون له تأثير سلبي علي نفوس نجوم المنتخب الوطني الذين هم الوقود الحقيقي في معاركنا الكروية الدولية، فنحن ننفعل ونترك ميولنا تحركنا ولا نفكر في «أحكامنا» علي أهم عنصر في القضية وهو «اللاعب المصري»،

وبدلاً من دراسة أسباب المشكلة التي جعلت الحضري يفكر بالأسلوب الذي وضعه في هذا الموقف ولا دراسة الأسباب التي جعلت اللاعب «أحمد السيد» يقع في هذا المأزق، بدأنا حملة الإرهاب الفكري علي نجومنا الذين اختلفت مشاكلهم، وابتعدنا عن الدراسة والتحليل الموضوعي لإيجاد الحلول ومازلنا نتحدث عن الشكل الخارجي للقضية ونتجاهل «صلب القضية» وتحولت قضية الحضري إلي «قضية شخصية» بابتعادنا عن الموضوعية في طرح قضايانا الرياضية.

* ما الضرر في أن نتناقش ونتحاور في اللوائح التي تنظم العلاقة بين اللاعب وناديه، فالموضوع يحتاج بعض الوقت في القراءة والتركيز مع التفسير الصحيح لهذه اللوائح، فإذا كنا نعطي لأنفسنا الحق في توجيه الاتهامات فلماذا لا نأخذ قليلاً من الوقت لنقرأ وندرس وربما تكون قضية «الحضري»

هي بداية «الصحيان من السبات العميق» للكرة المصرية «التي أثبتت أننا آخر من يعلم» مادامت الجبلاية تنعم بنظرية «هوه فيه حد فاهم حاجة» وكان الله في عون الأندية ولاعبيها؟ فلا تتعبوا في الجري وراء «الحضري» فاللاعب راحل.. راحل..؟ والسبب عدم معرفتنا بالقوانين.